العاصفة السلبية

الاسماعيلية النزارية هي فرع رئيسي من الطائفة الإسماعيلية الشيعية، والتي تعتبر بدورها إحدى الفرق الإسلامية المهمة. يرجع أصل التسمية إلى الإمام نزار بن المستنصر بالله الفاطمي، حيث انقسم الإسماعليون بعد وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 1094م إلى فرقتين: النزارية والمستعلية.منهمالاسماعيليةالنزارية؟

الأصول التاريخية للنزارية

ظهرت النزارية كحركة دينية وسياسية قوية خلال العصر الفاطمي. بعد الخلاف على الخلافة بين نزار وأخيه الأصغر أحمد (المستعلي بالله)، أيدت مجموعة كبيرة من الإسماعيلين حق نزار في الإمامة، مما أدى إلى انقسام دائم في المجتمع الإسماعيلي.

انتشر النزارية بشكل خاص في إيران وسوريا، حيث أسسوا دولة قوية في قلعة ألموت تحت قيادة الحسن الصباح الشهير. اشتهرت هذه الحركة في الغرب باسم "الحشاشين" خلال العصور الوسطى.

المعتقدات الأساسية

تتميز العقيدة النزارية بعدة مبادئ أساسية:

1. الاعتقاد باستمرار سلسلة الأئمة من نسل الإمام نزار
2. التركيز على الباطن والتأويل الروحي للنصوص الدينية
3. الإيمان بالإمام الحاضر كمرشد روحي مطلق
4. نظام ديني مرن يتكيف مع متطلبات العصر

التنظيم الديني

يتبع النزارية نظاماً دينياً هرمياً دقيقاً، حيث يقف الإمام على رأس الهرم. حالياً، يعترف النزارية بكاريم آغا خان الرابع كإمامهم التاسع والأربعين. يتمتع الإمام بسلطة دينية مطلقة ويمثل السلطة المركزية للطائفة.

النزارية في العصر الحديث

اليوم، ينتشر النزارية في أكثر من 25 دولة حول العالم، مع وجود كبير في الهند وباكستان وشرق أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. تشتهر الطائفة بمؤسساتها التعليمية والخيرية التي تديرها شبكة الآغا خان للتنمية.

تتبنى النزارية المعاصرة نهجاً متصالحاً مع العالم الحديث، مع الحفاظ على التقاليد الروحية. يتميز أتباعها عادةً بمستوى تعليمي عالٍ وانخراط قوي في مجالات الأعمال والعلوم والفنون.

الخاتمة

تمثل الاسماعيلية النزارية نموذجاً فريداً للفكر الشيعي الإسماعيلي، حيث نجحت عبر القرون في الحفاظ على هويتها المميزة مع التكيف مع المتغيرات التاريخية. ما زالت هذه الطائفة تلعب دوراً مهماً في المشهد الإسلامي المعاصر من خلال أنشطتها الدينية والتنموية الواسعة.